اكتشاف ورفع تماثيل الملك أمنحتب الثالث بالأقصر

ديسمبر 13, 2025 - 00:00
 0  11
اكتشاف ورفع تماثيل الملك أمنحتب الثالث بالأقصر

سهام عبد الغفار / تكتب

الأقصر – مصر 12/12/2025

الأقصر تثبت مجددًا أنها مدينة لا تنتهي أسرارها، وأن تاريخها ما زال قادرًا على إبهار العالم في كل موسم حفائر جديدفي مشهد أثري استثنائي يعيد إلى الذاكرة هيبة عصر الدولة الحديثة، شهدت منطقة القرنة بالبر الغربي في الأقصر واحدة من أهم لحظات الاكتشاف والترميم خلال العقود الأخيرة، وذلك عقب نجاح البعثة المصرية–الألمانية المشتركة في رفع رأس تمثال ضخم للملك أمنحتب الثالث من قلب الرمال بعد أكثر من ثلاثة آلاف عام على سقوطه.

التمثال الذي يعود إلى معبد ملايين السنين للملك أمنحتب الثالث، ظهر مدفونًا في حفرة عميقة تحت طبقات متراكمة من الرديم، قبل أن تتمكن فرق الحفائر من تحديد ملامحه وإحاطته بوسائل حماية متخصصة، ليُرفع على مراحل عبر رافعة صناعية ضخمة وسط متابعة دقيقة من علماء الآثار.

وجاءت عملية استخراج الرأس العملاق، الذي يزن عدة أطنان ويبلغ ارتفاعه نحو ثلاثة أمتار، كجزء من مشروع ضخم لإعادة إحياء معبد الملك، الذي تعرض خلال العصور القديمة لزلازل مدمرة تسببت في انهيار معظم تماثيله ومعالمه الأساسية. وتحت إشراف العالمة الألمانية هوريغ سوروزيان، تعمل البعثة منذ سنوات على إنقاذ ما تبقى من آثار المعبد عبر خطة توثيق وإعادة تركيب دقيقة.

وأكد مسؤولو المشروع أن الرأس الذي جرى رفعه يمثل أحد أهم الاكتشافات في الموقع، نظرًا لسلامة ملامحه الملكية ودقة نحتها رغم مرور آلاف السنين. وقد نُقل الرأس إلى منطقة الترميم داخل الموقع، حيث خضع لمعالجات متقدمة شملت تنظيفه من الأملاح، وإعادة تثبيت أجزائه المتفككة، وتقويته بمواد آمنة خصيصًا للحفاظ على الحجر الرملي الأصلي.

ويعد معبد أمنحتب الثالث أحد أكبر معابد الفراعنة وأكثرها ثراءً في التماثيل، إذ كشفت أعمال الحفائر خلال السنوات الماضية عن عشرات التماثيل للملك وزوجته الملكة تيي، إلى جانب مئات التماثيل للإلهة سخمت التي كانت تحظى بمكانة خاصة في عصره.

وتؤكد الاكتشافات المتتالية أن عصر أمنحتب الثالث كان عصر ازدهار فني ومعماري غير مسبوق، وأن المعبد الذي شيده على ضفاف النيل لم يكن مجرد بناء ديني، بل تحفة معمارية ضخمة تجسد قوة الدولة ونفوذ الملك.

ومن المنتظر أن يستمر العمل في إعادة تركيب التماثيل وإحياء ساحات المعبد خلال السنوات القادمة، في خطوة تهدف إلى إعادة المعبد إلى صورته الأصلية قدر الإمكان، وتحويله إلى أحد أهم المزارات الأثرية في البر الغربي.

بهذا الاكتشاف، تثبت الأقصر مجددًا أنها مدينة لا تنتهي أسرارها، وأن تاريخها ما زال قادرًا على إبهار العالم في كل موسم حفائر جديد

ما هو رد فعلك؟

إعجاب إعجاب 0
عدم الإعجاب عدم الإعجاب 0
أحب أحب 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
واو واو 0