#الإيمان_والأخلاق_فى_الحضارة_المصرية_القديمة

نوفمبر 1, 2025 - 03:33
 0  5
#الإيمان_والأخلاق_فى_الحضارة_المصرية_القديمة

#الإيمان_والأخلاق_فى_الحضارة_المصرية_القديمة

كتب : الشيخ أحمد تركى  عضو مجلس الشيوخ 

1- الدين فى مصر منذ  آلاف السنين يمثل المكون الأول للشخصية المصرية ، بل هو الوعاء الأهم للفكر والثقافة ! 

فالمصريون  القدماء كانوا أشد ألأمم تديناً  بإجماع المؤرخين ، حتى قال شيخهم هيروديت: " إن المصريين أشد البشر تديناً ، ولا يُعرف شعب بلغ فى التدين درجتهم فيه ، فإن صورهم بجملتها تمثل أناساً يُصلون أمام إله ، وكتبهم فى الجملة أسفار عبادة ونسك " 
والآثار المصرية القديمة تحكى لنا كيف شكلت العقيدة محور حياة المصرى القديم ، فلولاها ما قامت تلك الأهرام ! ، ولا شيدت تلك الآثار بجمالها وزخرفها وقوة بنيانها ، وما يزيدها القدم إلا جمالاً وبهاء ، ولولا الإعتقاد بحياة الأرواح ما اخترعوا تحنيط الأجسام ،،، 
لقد دخل الدين كعنصر قوى فى كل أعمال المصريين القدماء  الخاصة والعامة ، وكل دارس لتلك الحضارة العظيمة سيجد الدين فى الارشادات الصحية ، وأوامر الجند ، وفى الحرب والسلم ، وفى الزراعة .. الخ 
وقامت فلسفة المصريين على العقيدة ، واعمال الفكر والعقل بحيث أن يكون الدين والعقل فى إطار فكرى واحد! 
وهذه الجزئية ينبغى الوقوف عندها جيداً ! ، فالدين فى حياة المصريين القدماء لم يكن حجر عثرة أمام تقدمهم وانتصاراتهم وبناء وعيهم الدنيوي . 

وفى فترات كثيرة من تاريخ المصريين القدماء ظهر التوحيد وظهرت الأخلاق المرتبطة بها وكذلك الصلوات والأدعية التى تظهره ، حيث يقول العلامة عالم المصريات جاستون  ماسبيرو ( 1846-1916) : " وكان إله المصريين واحداً فرداً ، كاملاً ، عالماً بصيراً ، لا يُدرك بالحس ، قائماً بنفسه ، حياً ، له الملك فى السموات والأرض ، لا يحتويه شيء ، فهوا أبو الآباء ، وأم الأمهات ، لا يفنى ولا يغيب ، يملأ الدينا ، ليس كمثله شيء ، ويوجد فى كل مكان" 
هذا وقد تواردت عقيدة التوحيد على العقل المصري ،إما  بدعوة من الرسل الذين عاشوا فى مصر ، أو بالفطرة الإنسانية التى تميل إلى خالق واحد فرد صمد . 
وقد ورد فى القرآن الكريم أن  نبى الله يوسف عليه السلام - وقد نشأ فى بيت عزيز مصر كما ورد فى سورة يوسف - ورد ما يفيد دعوته لصاحبيه فى السجن باعتناق التوحيد . قال تعالى : 
"  قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّى إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخرةِ هُمْ كَافِرُونَ* وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ* يا صَاحِبَيِ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ* مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَآءً سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُمْ مَّآ أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ " ( 37- 40) سورة يوسف 

ثم جاء موسى عليه السلام ، وذكّر  المصريين بدعوة يوسف عليه السلام كما فى قوله تعالى : " وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ (34) سورة غافر.  
ولعل أبرز مظاهر الدين عند المصريين القدماء اعتقادهم فى الحياة الآخرة ، وأنها الباقية بعد هذه الدنيا الفانية ، فقد كانت الدنيا فى نظرهم  فترة قصيرة ، وبعدها حياة سرمدية ، بل إن الدنيا ما هى إلا ممر إلى دار الخلود. 
وقد قام اعتقادهم بالحياة الآخرة على أساسين : 1- أن هذه الدنيا معترك يتنازع فيه الخير والشر ، والبر والفجور ، فَلَو لم يكن هناك يوم يحاسب فيه المسيء على إساءته ، ويكافأ المحسن بإحسانه ما استقام العدل الإلهى . 
وهذا بالطبع إجمالاً ما جاءت الأديان بتأكيده 
2- اعتقادهم فى النفس الإنسانية بأنها تنفصل عن الجسد ، وهى لا تعيش إلا إذا كان الجسم سليماً ، وسلامته هى الشرط لعودة الروح إليه ولذلك اخترعوا" التحنيط " 
وكتاب " الموتى " من أعظم كتب التاريخ عظمة ، وقد نقل الكثير من أسرار المصريين القدماء فى هذا الشأن . 
ويشتمل الكتاب أيضاً على الكلمات السحرية التى تستعمل لعلاج الأمراض ، وكذلك على الصلوات والأدعية ، وعلى مايجب للميت من تحنيط وطقوس دينية ، وما يقوله الميت الذى أقيمت له المحكمة الإلهية فى اليوم الآخر. 

وفي  خمسينيات القرن الماضي،  ظهر كتاب " الديانة المصرية القديمة"  ، لعالم المصريات التشيكوسلوفاكي "ياروسلاف تشرني"،  والذى يؤكد فيه   أن الدين لعب دورا هاما في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين ، فقد سيطر على كل شيء تقريبا، حتي إنه كان سبباً مباشراً ورئيسيا في تطور حياته المدنية والعلمية والفنية والأثرية، فلولا معتقدات المصريين الدينية ما رأينا المعابد والأهرامات والمقابر والتماثيل والتحنيط وغيرها.
 لقد سبق المصريون  سكان الكرة الأرضية إلى حمل لواء المعرفة, وفتح كثير من مغلقات العلم, وحل ألغاز الكون.

‎وفى كتابه " المصريون أول الحنفاء " 
‎ ذكر الأستاذ الدكتور نديم عبدالشافى السيار

‎أستاذ علم المصريات فى جامعة عين شمس ( 1946-2018)
‎الكثير من  المعلومات حول المشتركات الدينية بين  المصريين القدماء والدين  الإسلامى 

‎ فكلمة «حنف» فى القواميس المصرية ، ولها صورة تفسيرية "  إنسان راكع على ركبتيه ورافع يديه  إلى السماء ، وكلمات هيروغليفية تقول
‎الخاضع للإله الواحد! . انتهى كلام د السيار

‎وهذا المعنى لكلمة حنف  يتوافق مع معنى نفس الكلمة فى اللغة العربية  وفى القرآن الكريم ، 

‎حيث يقول الله تعالى : 

‎"وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ" البينة : 5 
 

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل : 120].

وتدل كلمة حنفاء فى اللغة العربية  على الميل عن الضلال إلى الاستقامة 
‎وذكر الدكتور السيار فى نفس الكتاب الكثير من الكلمات القرآنية المنبثقة عن اللغة المصرية القديمة!  

‎يقول فى نفس الكتاب " كلمات : دين ، صوم ، حج ، ماعون ، حساب ، آخرة ، موت ، سقر ، ثواب ، كابا «كعبة» ، كلها كلمات مصرية قديمة ، وأن أجدادنا كانوا يصلون بعد الوضوء ، وكان لهم إمم أى إمام ، وكانوا يصومون ، ويحجون ، ويزكون.
‎:  ويقول أيضاً  عالم المصريات نديم السيار  المصريون كانوا يتوضأون بنفس طريقة المسلمين حاليا وتبدأ بغسل الوجه والاذن والانف ثم اليدين ثم وضع القدم اليمنى فى إناء ماء ثم القدم اليسرى.
‎ ويستدل بقول  والس بدج فى كتاب الموتى الفرعونى ترجمة د . فيليب عطية : أنه  كان لابد من ستر العورة قبل الصلاة ثم يبدأ المصلى يولى وجهه ناحية قبلى ناحية قبر اوزير فى ابيدوس 

‎وكانت  أوضاع الصلاة خمسة :
‎1- الأذان 2- وضع الوقوف مع وضع اليد اليمنى على اليسرى  3- وضع الركوع 4- وضع السجود 5- وضع القعود.  
‎ يبدأ المصرى بالصلاة ويقول : " أيها الواحد الأحد.. الذى يطوى الأبد .. يا موجد نفسك بنفسك.. يا مرشد الملايين إلى السبل .. يا من يجعل الجنين يكبر فى بطن أمه .. لم أُلحق ضررا بإنسان.. ولم أتسبب فى شقاء حيوان .. ولم أعذب نباتا بأن نسيت أن أسقيه ماء .. بل كنت عينا للأعمى .. ويدا للمشلول .. ورجلا للكسيح وأبا لليتيم .. إن قلبى نقى .. ويدى طاهرتان " .
‎"أقدسك ياسيد الكون بما يليق من كلمات بصلوات تزيد من عظمتك بأسـمائك العظيمة ومظاهرك المقدسة التي ظهرت بها في اليـوم الأول للعالم".
‎"إني يا إلهي لم أجع ولم أبك أحدًا .. وما قتلت وما غدرت .. وما كنت محرضًا على قتـل".

ومن خلال هذه النظرة التاريخية لحقيقة الدين عند المصريين القدماء والتكوين الدينى عند المصريين اليوم ، يتبين  الآتى : 
1- لا يزال  الدين هو الدافع الأساسى   عند المصريين  للتعامل  فى كافة شئون الحياة ، وتطبيقاً لنظرية اللاوعى الجمعى التى اكتشفها عالم النفس السويسرى ( يونج) ( 1875-1961) 
فإن المصريين فى العصر الحاضر ورثوا صفات عديدة  من أجدادهم عبر مساحة اللاوعى الجمعى . 
ونظرية التحليل النفسى فى علم النفس تقسم عقل الإنسان إلى قسمين ، 1- الشعور ( العقل الواعى ) 2- اللاشعور ( العقل الباطن ) 
وقد اكتشف يونج اللا شعور الجمعى وهو مساحة تختزن فيه خبرات الجنس البشرى المتراكمة عبر الأجيال مثل : 
التدين وحب الأم والتضحية للوطن ،، الخ.  
وبناء على ذلك فإننا نجد التوافق فى كثير من جوانب السلوك بين المصريين وأجدادهم 
ومثال ذلك :  ما يسميه المصريون بالشهامة 
وهى سرعة الاستجابة لإغاثة ملهوف  أو تضحية بلا تفكير أو حساب ! 
فسلوك المصرى اليوم يتشابه كثيراً مع سلوك جده القديم بشهادة التاريخ والقرآن والواقع .
أما فى القرآن فقد ذكر  أن ثلاثة  من الأنبياء أنقذهم الله تعالى بشهامة المصريين القدماء ، وهم يوسف عليه السلام الذى باعه اخوته بدراهم معدودة وظل يتنقل كسلعة من تاجر إلى تاجر ، حتى وصل إلى يد المصرى الذى قال كما سجل القرآن : 
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21).    سورة يوسف 
بالطبع إشارة القرآن إلى جنسية هذا الرجل ( من مصر ) لها مدلول واضح  فى اظهار شهامة  المصرى الذى يمنح الخير بلا مقابل.  

والنبى الثانى هو موسى عليه السلام  ، فقد صنعت امرأة  فرعون مع موسى  ما صنعه عزيز مصر مع يوسف. 

"وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) سورة القصص. 
والنبى الثالث هو عيسى عليه السلام مع عائلته المقدسة ،  

 وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)  الأنبياء 

وبنفس تلك الشهامة استقبل المصريون عدة ملايين من  دول عربية  بعدما سقطت بلادهم ، سوريين ويمنيين وليبيين وعراقيين .. الخ 
وبنفس تلك الشهامة اصطف الشعب المصرى خلف جيشه فى الثلاثين من يونيو فى ملحمة ثورية تاريخية ليحافظوا على بلادهم من المؤامرات الدولية التى حيكت ضد مصر باسم الدين.  
وبنفس تلك الشهامة يتوحد المصريون للدفاع عن بلادهم عند التحديات 

2- قوة الولاء- loyalty -عند المصريين  ، سواء الولاء الدينى والعقائدي أو الولاء الوطنى    
والولاء يعنى المحبة والتضحية ، والولاء العقائدي لا يتعارض مع الولاء الوطنى عندهم !    وكذلك لا يتعارضان فى منظور الإسلام.  
هذه الصبغة المصرية النادرة فى الولاء الدينى والولاء الوطنى هى التى دفعت المصريين كما الأبطال  فى إفشال  مخطط الحروب الحديثة ضد مصر.  
وقد شنت الحروب الحديثة على مصر فى المائة عام الماضية حروباً ضروساً وقذرة باسم الدين على يد الجماعات المتطرفة لزعزعة الولاء الوطنى بدعوى تعارض الدين مع الولاء للوطن.   
والحروب الحديثة هى حروب الجيل الرابع  Fourth-Generation Warfare) 
الحرب الغير متماثلة ،، ويُرمز لها 4GW
وهذه الحرب الجديدة  أول من أطلق تعريفها في محاضرة علنية البروفيسور الأمريكي "ماكس مايوراينگ" في معهد الأمن القومي الإسرائيلي حيث عرفها بنقاط مختصرة كالأتي على حد تعبيره : 
الحرب بالإكراه ، إفشال الدولة ، زعزعة استقرار الدولة ثم فرض واقع جديد يراعي المصالح الأمريكية!
وكما يتضح فى التعريف أن هدف هذا النوع من الحروب هو تحويل الدول المستهدفة إلى دول فاشلة حتى تتم السيطرة عليها تماماً وعلى مقدراتها ،، ويتم استخدام الخونة والمرتزقة والعملاء وكثيراً ما يتم تسليط الأضواء العالمية عليهم ومنحهم جوائز عالمية بقصد ايجاد ثقة بينهم وبين الشباب.  
ولقد أدرك أعداؤنا دور الدين كأحد المصادر الهائلة للقوة الناعمة لشن حرب الجيل الرابع علينا بخداع شديد .  
والقوة الناعمة هى Soft power) وهو مفهوم صاغه جوزيف ناى  -من جامعة هارفارد الأمريكية  وكان وكيل وزارة الدفاع الامريكية فى عهد بيل كلينتون -لوصف القدرة على أن تأخذ ما تريد بالجذب وليس بالحرب ،، 
ومن هذا المنطلق تم استخدام الجماعات المتطرفة والإرهابية أو صناعتها  والتحالف معها سراً،،  تمويلاً وتوجيهاً ، ومحاربتها جهرة !! والابتزاز بها على المستوى السياسى والحقوقي،   لكونها تحقق اهداف العدو بقال الله وقال الرسول مستخدمة التفاسير الملتوية للنصوص مع مسحات من جانب الرقائق فى الاسلام لجذب الشباب وتجنيده وتوجيهه نحو الإرهاب لتفكيك بلده ! 
ويمكن تلخيص عناصر  حروب الجيل الرابع التى وُجهت ضد بلادنا فى الآتى : 
1-الإرهاب .
2-محاولة إيجاد  قاعدة إرهابية غير وطنية أو متعددة الجنسيات كما حدث فى العراق وسوريا على يد داعش ، ومحاولة زرعها فى سيناء . 
3-التشكيك فى الدين والثوابت الثقافية والهوية الوطنية والتاريخ 
4-حرب نفسية متطورة للغاية من خلال الإعلام والسوشيال ميديا   والتلاعب النفسي والعقلى بالشباب .
وهناك دول للأسف  الشديد لم تستطع الصمود امام  هذه الموجة الطاغية من الحروب فسقطت فى مستنقع الفوضى والحروب الداخلية والطائفية،، 
واستطاعت مصر مواجهة هذه الموجة الكبيرة من الحروب الحديثة  منذ عام  2011 وحتى تاريخه مستخدمة  القوة الذكية Smart Power؛
(والقوة الذكية   وفق ما جاء بمقال للدكتور سمير مرقص بجريدة الاهرام بتاريخ 24 يونيو 2017)
ذكرها جوزيف ناى كتطوير للقوة الناعمة فى كتابه "مستقبل القوة " الصادر فى عام 2010 
وعرفها بأنها محصلة التكامل بين القوة العسكرية والقدرة الاقتصادية أى الجمع بين القوة الصلبة وبين القدرة على التأثير من خلال وسائل الجذب والاقناع المتنوعة أى القوة الناعمة»، وبهذه القوة الذكية يمكن مواجهة التحديات الكونية المعقدة المتزايدة)
  وباحتراف شديد استطاع الرئيس السيسى ومعه أجهزة الدولة المصرية  مواجهة هذه التحديات الهائلة  موظفين  طبيعة الشعب المصرى التى تجعله متماسكاً ضد العدوان وقت الأزمات.  

و من أوجه الحروب الحديثة التى تم توجيهها  ضدنا ( إستخدام  الدين وإستدلالاته فى إعادة  هيكلة العاطفة والفكر لدى الشباب لتحقيق مصالح سياسية ضد مصر !! ) 
إنها منهجية  لتحويل الشاب من حب بلده الى كرهها ثم استعداده للعمالة ضدها !! بقال الله وقال الرسول !! ...
وفى  كتاب "1999 نصر بلا حرب "للرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون ترجمة مؤسسة الاهرام وتقديم المرحوم المشير أبوغزالة .. 
منظور واضح لترشيح الجماعات المتطرفة للقيام بتلك المهام ! 
ونيكسون هو رئيس أمريكا  من 1969 وحتى 1974 .وهو صاحب قرار الجسر الجوى لإنقاذ اسرائيل فى حرب اكتوبر !
 تحدث نيكسون  فى صفحة 307عن إحلال  الجماعات المتطرفة والتى سماها الأصولية الإسلامية - محل الشيوعية والتى تنبأ بسقوطها بفضل هذه الأصولية لصالح أمريكا - 
وأن تجربة استخدام هذه الجماعات لتحقيق أهداف  أمريكا  ينبغى أن تستمر !! ورغم إعترافه  بعظمة التراث الإسلامى  الذى أنتج  إبن سينا وإبن رشد ! إلا أن هذا الجانب من التراث غير مطلوب فى الحرب القائمة !( هكذا يقول ) 
والمطلوب بالطبع وفقاً لرؤية نيكسون  هو تراث التطرف المنتج للجماعات المتطرفة !  والتى سماها الأصولية الإسلامية. 
 وتحدث عن أسباب ذلك ! فقال : " لأن الرؤية الثورية التى يقدمها الراديكاليون فى العالم الاسلامى جذابة ! ومدمرة !!  لأنها  تضرب على أوتار الاحتياجات الروحية !! 
وذكر أسباب ترشيحه للأصولية الإسلامية  ، بأنها تعيد الشعوب إلى  الوراء !

إن رؤية نشر فكر التطرف وإفساح الطريق أمام  الجماعات المتطرفة لتخريب منطقتنا !! بقال الله وقال الرسول ، رؤية استعمارية قديمة تم تجاهلها عشرات السنين ، ولو تمت مواجهتها ما وصلنا إلى هذا الحد من تفشى الإرهاب وتهديد الدول.  

واعتراف نيكسون فى كتابه خير دليل على ترشيح تلك  الجماعات لهذه المهمة ، فى  القرن الواحد والعشرين. 
وفى نفس الفترة التى أُلف فيه كتاب نيكسون ، كان مجموعة من الشباب المصرى على موعد لتهيئتهم فى بعض دول الخليج ،  وتكوينهم  على تراث  ابن تيمية  وتصوره،  ومحمد بن عبدالوهاب  ورسالة التوحيد ،  وسيد قطب  وأحكام الجاهلية ، وشقيقه محمد قطب  وكيفية تحويل الوعظ إلى حركية وديناميكية ضد الدولة ! ليعود هؤلاء الشباب  إلى مصر دعاةً ووعاظاً  ، ويتم تمويلهم وحمايتهم ومتابعة نجاحهم ، وفتح فضائيات ومنابر إعلامية لهم !! بأموال عربية على غرار. تمويل الجماعات فى أفغانستان  أثناء الحرب الأفغانية ضد السوفييت والتى استخدم فيها نفس الاستراتيجية ! 
من هولاء الشباب الشيخ حسان والحوينى ويعقوب وغيرهم الكثير ،،،، 
لم يتم تكوينهم على تراث الأمة المنير الذى اعترف نيكسون بفضله وأثنى عليه ،  ولا حتى على مذاهب الأمة الفقهية والفكرية جميعها  كالمذاهب الأربعة وتراث الامام النووى والغزالى وابن حزم   الخ الخ 
إنما على تراث غلاة الحنابلة   
ابن تيمية ومفهوم الطائفة الممتنعة  والتى بها أخرجت الجماعات المجتمع والدولة من الإسلام !! 
وسيد قطب  وحكمه على المجتمع المصرى بالجاهلية الحديثة وفتواه بقتل الأبرياء والأطفال لإقامة الخلافة ! 

ومحمد بن عبدالوهاب    واختراعه لما يسمى  نواقض الإسلام ونواقض الإيمان.   والتى تخرج المسلمين من الإسلام 
وكذلك رسالة التوحيد. والتى تبرر للجماعات الحكم على الدولة بالردة وجواز قتالها !! 
نجح هؤلاء الوعاظ فى مهامهم ! ، وجميعنا يشهد التسميم الفكرى والمعنوي الذى وصل إلى حد اعتراف خلية داعش إمبابة بتلقيهم بعض أفكارهم من هؤلاء الوعاظ ! 
وتزامن ذلك مع ضعف تأثير  الأزهر الشريف خاصة فى مرحلة السبعينيات والثمانينيات وما بعد ذلك لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها الآن.  

-هذه العملية النوعية ، أقصد تكوين شباب مصرى على تراث معين وإطلاقه فى ساحة الدعوة بهوى السياسة العالمية ، أكبر عملية تأطير للفكر  الدينى فى القرن الماضى ! 

و التأطير (framing) هو وضع الأحداث أو الأشخاص في إطار معين ، يجعل العقل ينحصر فى اختيارات معينة وفق ما يريد واضع هذا الإطار !! 
فمثلاً : يصنف كل مواقف الحياة على أنها ( إيمان وكفر - سنة وبدعة - معنا أو ضدنا الخ )    وهذا هو الإطار الفكرى الذى حاول هؤلاء الوعاظ إدخال المجتمع المصرى فيه . 
إنها لعملية سياسية كبيرة إستخدمت الدين ووظفته لخلع الشباب المصرى عاطفياً وفكرياً من بلده ومجتمعه بل ومن دينه ، إلى تحقيق أهداف لسياسات عالمية ! 

وللحديث بقية  عن كيفية صناعة خطاب دينى مناسب ل 60 مليون شاب مصرى حتى يحافظوا  على هويتهم الدينية والوطنية وولائهم لله والوطن ،،، 
والله المستعان 

#افتتاح_المتحف_المصرى_الكبير
#إن_الله_معنا
#الشيخ_أحمد_تركى
#عضو_مجلس_الشيوخ

ما هو رد فعلك؟

إعجاب إعجاب 0
عدم الإعجاب عدم الإعجاب 0
أحب أحب 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
واو واو 0